أين المنطق الذي تدعونه أيها المتدينين؟

المعنى الحرفي للخلق:
(خلُقَ بـ/ خلُقَ لـ يَخلُق، خَلاقَةً، فهو خليق، والمفعول مَخْلُوق به ، خلُق الغلامُ : حسُن خُلُقه “شابٌ خليق”. ، خلُق الثَّوبُ ونحوُه : بَلِي “ثوبٌ خَلَق”. ، خَلُق الرَّجلُ بكذا..)

الخروج من العدم ينافي المنطق ومبدأ السببية
ما هو معنى السببية؟

معنى السببية:
(ﻻ شيء يأتي من اللاشيء فلكل شيء مصدر وله سبب)

إذن ألحد ولك الأجر

Alhazen lafta

الرد على من يقول إن قوانين الطبيعة ودقتها دليل على وجود الله

في مناظرة الملحد مع المتدين،فإن ذلك المتدين ﻻ يجد إستغناء عن السؤال الذي لطالما قاموا بإقحام الملحدين الغير مثقفين علميا بإستخدامه،أﻻ وهو قوانين الطبيعة،أﻻ تدل على وجود خالق؟

يتخذ هذا النوع من السؤال نوعين مختلفين لكل منها إجابة خاصة به.
السؤال الأول : في قوانين الطبيعة ، نحن نلاحظ دقة وضباطة شديدتين ، أفلا يدل ذلك على خالق أو مصمم عظيم كان قد صممها وهو يعتني بها جيدا؟

في الواقع ، فإن السؤال نفسه قائم على أساسات واهنة ، لكن ما يهمنا الآن هو الدقة والضباطة في قوانين وثوابت الطبيعة.
صحيح إننا نلاحظ من حولنا دقة ﻻ متناهية في بنية الكون ، لكن هل هذه الدقة ثابتة في كل مكان وكل زمان؟ ﻻ ، وأستطيع القول إن هذا اللغز قديم جدا وقد قام عالم الفيزياء الألماني ، الشهير ، ألبيرت آينشتاين ، بحله ، بنظريته المعروفة ، النسبية ، وما ﻻ يعرفه الكثيرون هو إن جوهر هذه النظرية هي إن كل شيء نسبي ، أي متغير بتغير المكان والزمان ، وأنصح كل من يعتقدون بهذا الإعتقاد أن يثقفوا أنفسهم قليلا ويقرأون عن نظرية النسبية لآينشتاين عسى أن يستفادو شيءا منها.

السؤال الثاني : إذا كانت المادة قد جاءت من الإنفجار الكبير ، فمن أين جاءت القوانين التي تحكمها؟

طبعا ، هذا السؤال قديم أيضا ، وقد قام علماء نظرية كل شيء بحله في أواسط القرن العشرين.

نحن نلاحظ الكثير من الظواهر الطبيعية من حولنا ونلاحظ أنها تحدث مقيدة بقيود نطلق عليها إسم القوانين ، لكن هل إن القوانين موجودة فعلا ومقننة قبل المادة نفسها؟ إن أجبتني ب”نعم” فدعني أهنأك يا صديقي ، لأن تفكيرك سطحي جدا.
لماذا؟
سأخبرك ، هل أنت موجود؟
نعم أنا موجود.
هل كوكب الأرض موجود؟
نعم ، طبعا إنه موجود.
أنت موجود وكوكب الأرض موجود ، أﻻ تشتركان في صفة الوجود؟
وكذا كل شيء موجود ، الكرسي ، المكتب ، الكتب ، …..
إذا كانت هذه الأشياء مشتركة جميها بصفة الوجود،أﻻ ينبغي أن تشترك في كل الصفات الأخرى أيضا؟
مثلا فلنفترض إن هناك شخصين هما شريكان بمبلغ مالي ، إذا إشترى أحدهما (فراري حمراء) فلمن تكون هذه السيارة؟ طبعا ستكون لكليهما !
إذن ، نستنتج مما سبق ، إن كل شيء مشترك بين كل شيء  في كل شيء ، ومن هذا نستنتج إن ﻻ وجود لما نسميه بالقوانين.
لماذا؟
تجربة ذهنية : أربط كرتين بحبل ، ثم ضع أحداهما على المنضدة وأترك الثانية معلقة ، أضرب الكرة المتدلية بمضرب لتتجه نحو الأعلى ، ستلاحظ أنها تتأثر بسكون الكرة الأخرى فترتد ، وهي بدورها أثرت في الكرة الساكنة بحركتها.
نستنتج إن كل شيء في الكون هو مجرد تآثر ، وليس هناك وجود لما يسمى ب “القوانين”
شكرا لكم لقراءة المقال وأتمنى أن تكونو قد إستفدتم من مضمونه.

Alhazen lafta